حبّه للبنان دفعه للتنازل عن كلّ المغريات العملية المادية في دول الخارج والعودة للعيش فيه مع أهله، حالماً بالارتباط بخطيبته الاوكرانية آنا زاسنكو التي نقل إليها عدوى حبّه لبلده.
هذه قصة الشاب اللبناني وليم عازار، الذي خطفه إنفجار مرفأ بيروت امام اعين والده وحبيبته "بغمضة عين".
وفي التفاصيل التي كشفها موقع بيروت 607، فإن وفاة الشاب وليم كانت بشعة، إذ ذهب وليم إلى عمله في بيروت كعادته. وعند الساعة الخامسة والنصف من بعد الظهر، حضر والده برفقة خطيبته لاصطحابه إلى المنزل، فطلب منه المرور في منطقة الأشرفية. شبّ الحريق عندها في المرفأ ثم وقع الانفجار الاول، فأحدث ضغطا وأزاح الجميع من مكانهم. في هذه اللحظة، التفت وليم إلى الوراء ليطمئن على صحة خطيبته في حين كان والده إلى يساره. دوّى الانفجار الثاني، فطار حجر رخام كبير من حيث لا يدري أحد وسقط على سقف السيارة فأصاب وليم مباشرة.
لفظ الشاب انفاسه الاخيرة امام اعين خطيبته ووالده اللذين سلما بأعجوبة.
وليم كان شخصا استثنائيا بحسب ما يصفه كل من عرفه، مرحا، كريما، خدوما وصاحب القلب الطيّب والابتسامة التي لا تفارق وجهه. سافر وليم كثيرا مع والدته إلى موطنها كييف، إذ كانت والدته اوكرانية الاصل، كما وجال مع خطيبته على دول عدة إلا انه دائما كان يفضل لبنان على اي بلد آخر. عمل في ابو ظبي لفترة إلا انه قرر العودة إلى لبنان، فـ"المادة لا تهمني المهم أن ابقى إلى جانب عائلتي"، بحسب ما كان يردد.
وقبل أشهر من الانفجار، زرع وليم شتولا من الخضار على سطح منزل العائلة الصيفي، وكان سعيدا ان يرويها مع خطيبته يوميا. اليوم وبعد رحيل الشاب وليم، تسقي الشابة النبات والخضار بدموعها والماء، في حين لا يسامح والد وليم نفسه كيف انه توّقف ليركن في هذا المكان بالذات، حتى يرحل ابنه البكر.