ايران والسعودية: سيناريو الحرب الكبرى.. هل تنضم المملكة الى محور المقاومة؟! (3)

خاص ON | علي الحاج | Sunday, December 24, 2023 5:02:00 PM

علي الحاج – خاص LebanonOn

نكمل معكم في الجزء الثالث والاخير حول العلاقة العسكرية بين ايران والسعودية (لقراءة الجزء الاول إضغط هنا) – (لقراءة الجزء الثاني إضغط هنا). جميعنا يشاهد ما يحصل اليوم في غزة وما يختزن في خفايا المعركة من دلالات وإشارة عن امكانية نشوب حرب كبرى بين محور المقاومة من جهة واسرائيل والولايات المتحدة الاميركية من جهة اخرى، فهل إحتمالية نشوب حرب كبرى تجعل ايران والسعودية تسعيان إلى تعزيز العلاقات العسكرية بينهما؟

يجيب المحلل السياسي مصدق مصدق بور في حديثه لموقع LebanonOn أنه "من غیر المرجح ان يفضي الصراع الدائر في غزة الى صراع اقليمي او دولي وهذا ما فهمناه من خلال التوصيات الاميركية المتكررة الى ايران بعدم توسيع رقعة الصراع والتي تلقتها طهران خلال محادثاتها غير المباشرة او شبه المباشرة عبر الوسطاء وعبر السفارة السويسرية في طهران التي ترعى المصالح الاميركية حاليا، كما لا اعتقد ان التحالف الذي اعلنت عنه اميركا سيخرج الى حيز التنفيذ وينجر الى معركة مع انصار الله، بدليل ان ادارة بايدن ردت على نتنياهو الذي طلب منها المواجهة العسكرية العنيفة ضد اليمن، ان من الافضل ازالة التبرير الذي دفع بالحوثيين لاعتراض السفن في مياه البحر الاحمر ومضيق باب المندب، وهو عدم وقف الحرب في غزة، وايضا نلمس مؤشرات اخرى من خلال الاهتمام الاميركي بالوساطة القطرية لإنجاح صفقة تبادل للأسرى مقابل وقف الحرب، وايضا بالوساطة العمانية لوقف الاجراء البحري المعلن من قبل انصار الله".

ولفت الى انّ "العامل الأكبر الذي يجعل اميركا تفضّل عدم توسع رقعة الصراع هو الخوف على مصالحها المنتشرة في المنطقة وخشيتها من عواقب حرب مع قوى المقاومة بقيادة إيران".

وعن مستقبل التعزيز العسكري عما اذا كان سيجعل السعودية ضمن دول محور المقاومة وبالتالي تدخل في مواجهة أميركا والغرب بشكل عام، أكّد مصدق بور أن "الوضع السعودي الحالي لا يسمح للسعودية ان تقف بوجه الولايات المتحدة والدوائر الغربية وحتى إسرائيل، لأنها لا تعلم نتائج الصراع الحالي او نتائج اي صراع اقليمي محتمل ولمن ستكون الغلبة، وبالتالي تسعى السعودية للحفاظ على خطوط التراجع في مواقفها بالطريقة التي لا تثير غضب اميركا وخصومها اي محور المقاومة".

وقال مصدق بور: "السعودية تسعى حاليا لان تكون بعيدة كل البعد عن مجريات الاحداث في غزة، وتكتفي بمواقف ذات البعد الانساني والعاطفي، ولهذا نرى ان الساحة الداخلية السعودية الاقل تأثيرا وتفاعلا مع حرب غزة مما اثار انتقادات لاذعة ضدها واتهامات بالتخاذل واتهامات اخرى ترتقي الى مستوى الخيانة، لكن وكما قلت ان لكل حادث حديث ويجب ان ننتظر المشهد حتى نهايته، اما ان تكون السعودية ضمن دول محور الممانعة فهذا ضرب من ضروب الخيال".

أما عن حمل هذا التعزيز في معطياته حلول لخلافات تاريخية بين دول العالم الإسلامي، أوضح بور أن "الرئيس الايراني ولدى تسلمه اوراق اعتماد السفير السعودي الجديد في طهران عبدالله بن سعود العنزی، قال إن توسيع العلاقات بين إيران والسعودية سيكون فعالا في تعزيز التعاون الإقليمي وحل مشاكل العالم الإسلامي وشدد على ضرورة بذل جهود الجهاز الدبلوماسي للبلدين للاستفادة قدر الإمكان من إمكانيات إيران والسعودية من أجل تعزيز تأمين مصالح دول المنطقة والعالم الإسلامي وأيضا تعزيز وتقوية التعاون الإقليمي وتسوية الازمات والمشاكل فی المنطقة وفي العالم الاسلامي"؛ مضيفا أنّ "السعودية تلعب دوراً مهماً في المنطقة الاسلامية وخارجها، وقد سعت إلى توسيع دائرة نفوذها من خلال تقديم دعم مالي واسع النطاق الى الدول الإسلامية والحركات الإسلامية بشكل انتقائي بالطبع".

ورأى مصدّق بور أنّ "انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية لم ينتقص من اهمية العلاقات بين البلدين فحسب، بل إن الظاهرة الجديدة للثورة والأحداث التي تأثرت بها، إلى جانب المتغيرات الإقليمية والدولية، جعلت العلاقات بين البلدين ذات حساسية خاصة وتعقيدات غير عادية"، معتبرا أنّ "تطورات السنوات القليلة الماضية في المنطقة، والتي زادت من نفوذ ايران والشيعة، السعودية تشعر بالقلق من تقليص دورها ونفوذها في المنطقة، وهذه المخاوف، إلى جانب حساسية السعودية وشكوكها المستمرة تجاه إيران، أثارت ردود فعل من الرياض من أجل تغيير المعادلة الاقليمية".

وتابع: "لطالما عرّفت السعودية نفسها بأنها مدافع كامل عن السنة، وهي حساسة وقلقة بشأن تقلص دور السنة في العراق أو لبنان أو الدول المجاورة مثل البحرين، ونظرا لقدرة السعودية على تعكير صفو الوضع في المنطقة من خلال دعم القوى المناهضة للشيعة، فقد اثار ذلك حساسية إيران التي تواجهت معه بأساليب مماثلة،
ونتيجة لکل هذه الحساسيات والمشاحنات، تبلورت بؤر ازمات وخلافات عديدة فی العالم الإسلامي، ومن دون شك ان التقارب الايراني السعودي قادر على تذويب كل هذه الازمات خاصة تلك التي تعود الى حالة التنافس بين الجانبين فيما إذا توفرت النوايا الصادقة، وابتعد الجانبان عن البعد الايديولوجي في العلاقات بينهما وجعلها في خانة الاولويات الاخيرة وليست الاولى".

أما عن دور حزب الله في التعزيز العسكري الايراني السعودي، وإمكانية كسبه للرضا السعودي، تحدث مصدق بور بوضوح عن أنه بغض النظر عن التصريحات الدبلوماسية المتبادلة بین الریاض وحزب الله منذ تحسن العلاقات بین الریاض وطهران، الا ان الدور السعودي في لبنان لايزال غامضا ولم تتضح بعد کامل ابعاده ونتائجه ولیس معلوما ماهي الاهداف التي تتابعها الرياض في لبنان.

وذكر انّ العلاقة بين الحزب والسعودية رافقتها العديد من التقلبات على مر السنين، وان في العلاقات الدبلوماسية، السلوكيات الوقائية قد تمنع حدوث العديد من الأزمات؛ وينطبق هذا الأمر على حزب الله والسعودية أيضا، الا ان العامل الذي یبقی مصيريا في تحديد معالم ووجهة العلاقات بين الجانبين هو إيران، وبالتالي يجب النظر الى مستقبل العلاقات بين الحزب والرياض من زاوية مستقبل العلاقات بين طهران والرياض وبالتوازي معها.

واستعرض مصدق بور ان الملك عبد الله عام 1997 عندما زار لبنان كولي للعهد، التقی أعضاء کتلة الوفاء للمقاومة، وأعرب عن رغبته بان تکون هناك علاقة مباشرة بالمقاومة وحزب الله.

ونوه انه في عام8 2006، سافر وفد من حزب الله ضم الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام المساعد لحزب الله الى الرياض والتقی بالملك عبد الله، وقدم شرحاً كاملاً عن عملية بناء العلاقات بین الجانبین.
كما واستذكر تجربة لقاء السعوديين وتعاونهم مع حزب الله الذي حصل عام 2005، عندما دعا سعد الحريري النائب السياسي للسيد حسن نصرالله والنائب السياسي لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حسين خليل، إلى الرياض وتوصل الثلاثة إلى اتفاق بشأن أزمة لبنان، عرف آنذاك باتفاق الرياض، ولكن فور وصول الثلاثة إلى بيروت ومناقشة مضمون الاتفاق مع رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، قال الأخير إنه لن ينفذ هذا الاتفاق وشعر الحزب ان هناك قطبا خفيا يمثل سياسات اميركا التي كانت آنذاك تعارض اي اتفاق بين حزب الله والسعودية.

أخيرا، جزم بور أن الهدف من هذا السرد التاريخي هو لكي يقول ان العلاقة الحقيقية بين حزب الله والسعودية كانت ومازالت خاضعة للمؤثر الاميركي، قائلا: "يبقى ان نعرف لصالح من يتأرجح الميزان اليوم في الموقف السعودي، لصالح العلاقات مع إيران او العلاقات مع الولايات المتحدة؟ ورغم ذلك لا أستطيع ان أنكر وجود مؤثر جديد يمكن ان يقلب هذه المعادلة وهو المؤثر الجيو سياسي والجيو اقتصادي، وميزان النفوذ الاميركي في المنطقة عموما وفي لبنان خصوصا.

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا